موقع هاشتاغ – الرباط
كشف سعد الدين العثماني أن الحكومة لا تفكر حاليا في رفع دعم صندوق المقاصة عن مادة غاز البوتان، واعتبر رئيس الحكومة أثناء جوابه على أسئلة الفرق البرلمانية في مجلس المستشارين في الجلسة الشهرية لمساءلة السياسات العمومية، أن الحكومة لا تنوي رفع الدعم عن هذه المادة إلا بداية من السنة ما بعد القادمة، مضيفا أن العديد من المتغيرات طرأت على السيناريوهات التي طرحت لدى الحكومات السابقة الخاصة بهذا الملف.
وأضاف سعد الدين العثماني في جلسة المساءلة الشهرية أن إصلاح نظام المقاصة يعد إجراء لا مناص منه بعد أن أثبتت الدراسات والتحليلات وجود عدة اختلالات تمثلت أساسا في عدم استقرار الغلاف المالي المخصص للدعم بسبب ارتفاع الأسعار الدولية للمواد المدعمة وتزايد الطلب الداخلي على هذه المواد، مضيفا أن تجربة رفع الدعم بصفة تدريجية عن المحروقات ابتداءا من شتنبر 2013 إلى أن تم تحرير القطاع بصفة نهائية في دجنبر 2015.
وقد ساهم هذا الإصلاح، في تقليص الدعم الإجمالي المخصص للمقاصة بالميزانية العامة بنسبة تفوق 70%، حيث لم يتعد هذا الدعم 10 مليارات سنة 2016، و12 مليار درهم سنة 2017، و13 مليار درهم برسم قانون مالية 2018، مما خفف العبء على خزينة الدولة، وأضاف العثماني أنه وتأسيسا على هذه النتائج الإيجابية، فإن الحكومة عازمة، « تنفيذا لمضامين البرنامج الحكومي، على مواصلة إصلاح صندوق المقاصة من خلال رفع الدعم تدريجيا عن المواد المتبقية بهدف الزيادة في الاعتمادات الموجهة إلى تمويل سياسات وبرامج التنمية الاجتماعية، ودعم الفئات الهشة والمحتاجة، ويتعلق الأمر بمادة غاز البوتان، ومادة السكر، والدقيق » يقول العثماني.
واعتبر رئيس الحكومة أن سعر غاز البوتان لم يعرف في المغرب أي زيادات منذ عشرات السنين، برغم أن السعر المرجعي المسجل في الأسواق العالمية لهذه المادة يبلغ في بعض الأحيان مستويات مرتفعة (بلغت مثلا 423 دولارا للطن سنة 2017)، دون إغفال التكاليف الأخرى المتعلقة بالشحن ومصاريف المقاربة التي عرفت ارتفاعا خلال كل هذه السنوات، حيث بلغت نسبة دعم قنينة الغاز في بعض الأحيان ما يفوق 240 %.