في حوار حصري مع موقع هاشتاغ تحدث القيادي الشبابي بحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ، من قلب رام الله ، عن “صفقة القرن” و مدى تأثيرها على مجريات الاحداث في الاراضي الفلسطينية ، و عن موقف الدول العربية من هذه الصفقة ، و فيما يلي نص الحوار:
ماذا تعني ما يسمى “صفقة القرن ” بالنسبة للشعب الفلسطيني ؟
صفقة القرن هي محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية تطل علينا هذه المرة تحت الغطاء الاقتصادي والتطبيع العربي الذي يسبق الحلول الحقيقية بدولة فلسطينية كاملة السيادة ، مستغلة حالة التشرذم العربي والمحاولات المستمرة من الاحتلال والإدارة الامريكية للتسويق لدولة الاحتلال أنها ليست العدو للدول العربية إنما إيران وغيرها من القوى ولذلك يجب إنهاء الملف الفلسطيني للتفرغ لإنهاء ومحاربة الأخطار الأخرى التي يحاولون زرعها وتهويلها .
وهي لا تعني شيء لكل فلسطيني وطني ويجب ان تكون عبارة عن رسالة ليكون كل شيء مكشوف وخلع الأقنعة التي يختبئ خلفها البعض ومحاولات تسويق عملية سلام وتفاوض مثل أسلو أثبت الأن انها كانت غطاء فقط لكسب الوقت لترسيخ أمر واقع عبر زيادة الاستيطان وتقسيم الأرض وبناء جدار الفصل العنصري الذي يعزل القدس ويقسم فلسطين التاريخية ومحاولة شق قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية لكسب نقاط في الحرب الديموغرافية على أرض فلسطين التاريخية ، والمحاولات المستمرة لإنهاء حق العودة عبر تقليص وإنهاء معظم خدمات الاونروا “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” وليس فقط في المخيمات داخل الأراضي الفلسطينية بل امتد ذلك إلى مخيمات الأردن وسوريا ولبنان وكان حجم المؤامرة جلياً في محاولات تفريغ المخيمات في سوريا ولبنان واستغلال الأحداث التي تمر بها المنطقة لتخلص من قضية اللاجئين بشكل كامل .
هل تعتقدون اننا امام كامب ديفيد جديدة ، و هل هناك اجماع فلسطيني لرفض هذه الصفقة؟
كامب ديفيد كانت لها محطتين على الشعب الفلسطيني الأول باتفاقية السلام المصري والإسرائيلي والتي لم يكن لها أي تأثير على الواقع الفلسطيني بالعكس كانت تعتبر انتكاسة للجميع بما فيها الدول العربية وحتى الشعب المصري يعتبرها اتفاقية لا تراعي المصالح العليا والسيادة لمصر ، والمرة الأخرى في قبيل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عندما حاول كلينتون وقتها فرض اتفاق على الرئيس الفلسطيني الراحل أبوعمار ورفض أن يوقع على اتفاق منقوص ولا يلبي قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة ، وبعدها اندلعت الانتفاضة الثانية .
الحال الفلسطيني حاليا مختلف نتيجة الانقسام السياسي الفلسطيني وللأسف الخذلان العربي لكن ذلك كله لا يعتبر مؤشر على قبول الشعب الفلسطيني بصفقة جديدة هي أسوء من كل ما قدم بالعكس هي تدفعه ويجب ان تدفع القيادة السياسية لإزالة منطلقات اوسلو التي حصرت النقاش السياسي الدولي الفلسطيني على الأراضي المحتلة عام 67 فذلك منطقياً وميدانياً لم يعد ممكن بالمطلق وذلك باعتراف مهندسين اتفاق أسلو ، وهذا ما يعبر عنه الشعب الفلسطيني دائما في وحدة نضاله على كافة فلسطين التاريخية في وجه منظومة القمع الاحتلالي التي لا تميز بين فلسطيني وأخر فالكل مستهدف ، والنمط الموجود حالياً هو حرب النقاط مع الاحتلال فالشعب الفلسطيني يخوض فعلياً انتفاضة ثالثة مستمرة لكن بنمط يختلف عن الانتفاضة الأولى والثانية إذ لم تتوقف الحراكات والهبات على مدار الأعوام الماضية من هبة الأسرى والشهيد محمد أبوخضير وغزة ومواجهة مخطط برافر في الأراضي المحتلة عام 48 وقرية العراقيب في النقب ، ومعركة البوابات الإلكترونية على المسجد الأقصى وغيرها الكثير والتي تعطي مؤشر دائم على أنه رغم حالات التضييق والحصار وتدمير النفسية والمعنويات الفلسطينية الثائرة بصور اللقاءات التطبيعية التي تجمع الأنظمة وبعض النشطاء العرب بدولة الاحتلال في محاولة لإشعار الفلسطينيين أنكم في المعركة وحدكم .
كيف تقيمون موقف المغرب و باقي الدول العربية من ما يسمى “صفقة القرن” ؟
الفلسطيني يعتبر دائماً وأبدا الشعوب العربية هي تحمل نفس الهم حتى لو كان هناك بعض من يروج لعكس ذلك يحاول توتير العلاقات بين الشعب الفلسطيني والدول الشقيقة من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية ومحاولة إشعال الفتن واستغلال أي حدث لذلك ، وهذا يجب أن نتفطن له جيداً كعرب .
لكن الأنظمة العربية عليها العتب الكبير فللأسف تلبية الدعوة الأمريكية لمؤتمر البحرين شكلت خيبة أمل كبيرة رغم كل المبررات التي حملتها بعض الدول في تبرير هذه المشاركة ، فالأولى دائما الوقوف إلى جانب الموقف الفلسطيني والذي كان لهذه المرة ومنذ زمن طويل لم نجد إجماع على قرار مثل الإجماع على رفض المشاركة بكافة الأشكال في ورشة البحرين الاقتصادية ، ومن شارك من الفلسطينيين هم مجموعة من العملاء المعروفين سابقاً ودائما يحاول الاحتلال استغلالهم كأدوات رخيصة وهم لا يتعدوا أصابع القدم الواحدة .
فنحن نأمل من الشعوب والانظمة العربية مواصلة الدعم ضمن السياق الفلسطيني وعدم الاستجابة لأي محاولات ضبابية للإيقاع بهم في مستنقع التطبيع والتماهي مع المشروع الأمريكي المنحاز على الدوام ، وهذا الدعم له اشكال متعددة ومنها توسيع نطاق تأثير حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات ضد الاحتلال BDS في الدول العربية وفي كافة أنحاء العالم ضمن تأثير الدول والمجتمعات المدينة وشبكة علاقتها حول العالم.
بهاء فروخ
قيادي في القطاع الشبيبي للمبادرة الوطنية الفلسطينية