غالي يتوسل موريتانيا لمد اليد بعد تجميد العلاقات وإغلاق الممرات العسكرية

هاشتاغ
في رسالة بدت أقرب إلى محاولة استعطاف سياسي مكشوف، دعا زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى ما وصفه بـ”تعزيز التعاون والتشاور والتنسيق لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة”، وذلك في برقية تهنئة بمناسبة عيد الأضحى.

غالي، الذي وجّه رسالته عبر وكالة الأنباء التابعة للجبهة الانفصالية، حاول التأكيد على ما سمّاه “المصير المشترك” بين الشعبين الصحراوي والموريتاني، في محاولة لإعادة الدفء إلى علاقاتٍ تمرّ بواحدة من أكثر فتراتها برودًا منذ سنوات.

وتأتي هذه الرسالة بعد قرارات حاسمة اتخذها الجيش الموريتاني، أبرزها إغلاق منطقة لبريكة العازلة، التي كانت تُستغل من طرف عناصر الجبهة كمعبر للهجمات المسلحة ضد المغرب، ما اعتبر حينها صفعة استراتيجية للبوليساريو، ورسالة واضحة من نواكشوط مفادها: لا حياد حين يتعلق الأمر بأمن البلاد واستقرارها.

ويُقرأ خطاب غالي بصفته محاولة مكشوفة لتليين موقف نواكشوط الرسمي، التي فضّلت منذ سنوات اعتماد الحياد الإيجابي تجاه قضية الصحراء، مع الحفاظ على علاقات مستقرة مع الرباط، بعيدًا عن أي انخراط في أجندات عسكرية أو استعراضية لا تخدم أمن المنطقة.

اللافت أن غالي دأب مؤخرًا على استغلال المناسبات الدينية والوطنية لتوجيه رسائل مباشرة أو ضمنية لزعماء دول الجوار، في ظل تراجع الدعم الدبلوماسي الدولي للجبهة، واستمرار تمدد الاعترافات بمغربية الصحراء.

وفي وقت ينتظر فيه قادة الجبهة دعماً إقليميًا يعوّض خسائرهم السياسية والدبلوماسية، تبدو موريتانيا اليوم أكثر حرصًا على أمن حدودها واستقرارها الداخلي، بعيدًا عن المغامرات الإيديولوجية أو التصعيد العسكري الذي تدفع إليه البوليساريو من خلف الكواليس.