اخبار قطر اليوم!!

علي الغنبوري

لا اعتقد ان ما طلب من « الاخوة » في جريدة اخبار اليوم ، و هم يتلقون تكوينهم في ما يسمى ورشات و ندوات و مؤتمرات التأطير الصحفي في تركيا و قطر ، هو تجاهل التاريخ و تحريفه ، و تناسي تناسقه و سياقاته الزمنية .

فقطر التي تبني استراتيجيتها الاعلامية ، على الظهور بمظهر الحريص على الموضوعية و المتبني ظاهريا لمنطق الاختلاف لا يفسد للود قضية ، لا يمكنها ان تكون صحفيين على الابتدال السمج ، و الصدام المكشوف مع الخصوم .

قطر قد تعمل على التاطير على قيم التنميق و التوظيف الانتهازي للاحداث و الوقائع لصالح قضيتها و اجندتها المصبوغة بلون الاسلام السياسي الاخواني ، لكن لا يمكنها ان تطلب من المتعاونيين معها و المجندين لخدمة مشروعها ، ان يكونو مقرفين الى حد التقزز، فذلك يتعارض مع رؤيتها و مسلكياتها للتهييج و التأثير الاعلامي على على الرأي العام .

قطر التي تبدل العطاء الجزيل ، لخدام مشروعها ، من منح دراسية ، و تعويضات دسمة عن سفريات الادلجة ، و سخاء منقطع النظير جراء المساهمات الكتابية في مجلاتها و منصاتها الاعلامية ، لا تبحث عن صحفيين منبوذين و مفضوحيين شعبيا ، فهي تريد ابواقا عالية الجودة ، تلتزم بشروطها و دفاتر تحملاتها .

للاسف « الاخوة » في جريدة اخبار اليوم لا يريدون ، ان يفهموا ، ان خروجهم عن منطق الراعي الرسمي لهم ، لن يجلب لهم الا مزيدا من التهميش و العزلة ، و قد يقذف بهم خارج منطق السخاء الخليجي .

الهجوم الفج على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و ان كان يدخل في الاجندة المؤدى عنها، خدمة للمشروع الاخواني العابر للاوطان ، عبر اضعاف حاملي الفكر الحداثي التقدمي ، واظهارهم بمظهر المهزوم و المشتت، غير القادر على الفعل داخل المجتمع ، الا انه اظهر كذلك ضعفا واضحا و بينا لدى بعض شباب صحفيي هذه الجريدة ، و نقصا حادا في معرفة التاريخ و سياقته الزمنية التي تفرض عليهم اليوم الانخراط في هذه المشاريع اللاوطنية .

حماسة بعض مستحدثي الصحافة في هذه الجريدة ، و تعطشهم للتجنيد الصحفي ، تحث شعار النزاهة و الموضوعية الادبية و الفكرية ، انساهم ، انهم يعملون بمشروع صحفي خلق بالاساس لضرب الاتحاد و مناضليه و جوهر مشروعه الحداثي التقدمي ، خدمة للاسلام السياسي، و رعاته الدوليين .

فالاتحاديات و الاتحاديون ، يذكرون جيدا ، ان كاهن هذه الجريدة الذي علم تلاميذته و اتباعه السحر داخلها ، وظف كل ما يملكه من امكانيات مادية (تمويل خارجي ) و ادبية و صحفية (ترجمة وسرقة الافتتاحيات ) لوأد الاتحاد، فاذا نسي هؤلاء « الشباب  » اليوم ذلك ، فلا باس ان نذكرهم بما قام به قدوتهم ، سنة 2007 بمعية رفاق « الترفيحة » ، عندما اسسوا مشروعا اعلاميا كان كل همه هو افشال الاتحاد انتخابيا .

ضرب الاتحاد و استهداف جوهره ،ليس وليد اليوم ، او هذه المرحلة ، عند هذه الاجندة المشبوهة ، التي تشرف عليها اعلاميا ، جريدة اخبار اليوم ، و تتولى مهام تطبيقها و انزالها الى ارض الواقع ، بل هو ممتد في الزمان و المكان .

اليوم فقط اصبح اليازغي رمزا و اليوسفي قديسا ، و ان حضورهما داخل الاتحاد هو الضمانة لاستمرار الحزب و مناعته ، و كما يقال ان لم تستحي فافعل و قل ما شئت ، من تكالب على اليوسفي؟ و استعمل كل القذارة لتشويه تجربته اعلاميا ، اليس شيخكم السي توفيق بوعشرين ، الذي كان يتلقى الدعم (المالي اساسا) يمينا وشمالا (علي عمار باقي حي) ، و من جعل اليازغي حديثا لمجالس انس و تفكه الصغار و بقايا الاجهزة البائدة ، اليس هو بوعشرين الذي كان لا يمل و لا يكل في صياغة الافتتاحيات و التحاليل التي كان تبخس عمل اليازغي و نضاله على راس الاتحاد اساسها ومحورها ؟

اليوم اصبح الاتحاد عزيزا عليكم و لا ترضون له التشتت و التشرذم ، و تتحسرون لمأله ، و انتم الذين لم تتركوا لا صغيرة و لا كبيرة ، طيلة وجودكم الاعلامي ، و الا و نبشتم فيها و استعملتم كل ما تملكون من قدرات (التبخيس) لتضخيمها و تنميقها ، لتصبح مادة قابلة لتشويه الاتحاد و فكره التقدمي الحداثي .

مشكل هذه الجريدة مع الاتحاد ، ليس مشكل قيادة ،او اشخاص يصفون معهم حساباتهم الشخصية ، جراء مواقف و تموقعات سابقة ، بل مشكل هذه الجريدة مع الاتحاد هو مشكل أجندة دينية تجعل من الفكر الاخواني مرجعا لها ، و تبدل المال الطائل لتجنيد و استقطاب الاتباع و الساذجين و الضعاف من مختلف التوجهات الفكرية ، بمحاصرة المشاريع السياسية النابعة من عمق الشعب ، و المخافة لمشروعها العابر للاوطان .

ان تكون عاهرة و تحاضر في الشرف ، فهذا و للاسف هو الانحطاط الحقيقي الذي وصل اليه جسمنا الاعلامي ، فبدل تقديم الدروس و العبر للاتحاد الاشتراكي ، على الاقل كونوا منسجمين مع ما تدعونه من قناعات و مبادئ (مزيفة) و استحوا من عملكم داخل جريدة شهدت وعاشت شتى انواع السادية و التفنن في اغتصاب النساء ، و التي يقبع بسببها مديركم في السجن .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *