مصطفى مسعاف
من البديهي جداً التطرق لمثل هكذا من المواضيع في سنة 2022، خاصة في الوقت الذي تخطو فيه جهات المعمور نحو الأمام محرزة بذلك تقدماً في شتى المجالات من صحة وتعليم وبنية تحتية والى غير ذلك من القطاعات.
غير انه في جهة درعة تافيلالت صعب التحدث عن التنمية وسط عقليات انتخابية تؤمن بالمصلحة الشخصية أكثر من العامة التي تتعلق بهموم وانتظارات الساكنة مثلاً، ليكون خير عنوان مناسب للجهة المذكورة “التهميش والاقصاء” حتى إشعار آخر.
فعندما نتحدث مثلاً عن مجلس جهة درعة تافيلالت، يتباذر الى ذهننا أمران، الأول يتعلق بغياب وحدة الموضوع بين مكونات المجلس، وما يؤكد ذلك أنه خلال الدورة العادية لشهر مارس المنعقدة مؤخراً، وخلال مناقشة برنامج التنمية الجهوي تبين بالملموس غياب وحدة الرؤية “شي كيشرق وسي كيغرب” هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، فإن الأمر الثاني والذي هو الأساس وعليه تقوم أي نهضة تنموية أو تحقيق الاقلاع، يتعلق بغياب رؤية مستقبلية خاصة في ظل افتقار درعة تافيلالت لجامعة مستقلة وغياب مستشفى جامعي، فضلاً عن حرمانها من الربط بخط السكك الحديدية الغائب عن قاموس مجلس الجهة، هذا الأخير الذي لازال يعيش على وقع ارتباك حقيقي يجعل مسألة التنمية بعيدة كل البعد.
جامعة مستقلة
هذا المطلب الذي بُحت به حناجر الفعاليات الحقوقية والمدنية من أجله، غير أنه في نظر العديد من المتتبعين للشأن الجهوي بعيد جداً ولا يمكن تحقيقه في ظل ما حمله برنامج التنمية الجهوي في طياته، خاصة وان مكتب الدراسات المكلف بإنجازه لم يتطرق لهذا الموضوع شكلاً ومضموناً.
وبالنسبة للتفاعلات مع التماطل الخطير في التطرق لموضوع جامعة مستقلة، فقد لاق استنكاراً واسعا توج بميلاد حملة مطالبة بتسريع وثيرة اخراج هذا المشروع الى الوجود، لاسيما والإلحاح الطافح فوق السطح على هذا المطلب.
مستشفى جامعي
لايفكر مجلس جهة درعة تافيلالت في النهوض بالأوضاع الصحية، في الحقيقة ولا يوجد احداث هذا المشروع أو الاشارة اليه ضمن اهتماماته، بل ذهب بعيداً عن الأولويات في علاقة بهذا الموضوع.
وفي تصريحات متفرقة لموقع “هاشتاغ”، أكدت العديد من الفعاليات المحلية بدرعة تافيلالت عن استياءها الشديد تجاه تغييب مجلس درعة تافيلالت للأولويات في برنامجه الجهوي مقابل الانكباب على مشاريع تشتم فيها رائحة المصلحة الشخصية.
ويبقى أحسن عنوان يمكن اطلاقه على مجلس جهة درعة تافيلالت، ما خفي أعظم حُيال التساقط الذي تشهده أوراقه مؤخراً وظهور بعض الهفوات التي قد تودي بالتنمية في الجهة السالفة الذكر، أمام تعالي أصوات مطالبة برفع التهميش والنهوض بالأوضاع، لكن وفق التحليلات الواردة تبقى مسألة التنمية بعيدة كل البعد…
يُتبع…