المحكمة الإبتدائية بالعرائش تصدر حكمها في قضية الطبيب والمولدتين

هاشتاغ:هيثم الاسماعلي

أصدرت المحكمة الابتدائية بالعرائش مساء الامس، حكمها الابتدائي، والقاضي بشهرين ونصف سجنا نافذا لطبيب النساء والتوليد بمستشفى للا مريم بنفس المدينة، وثلاثة أشهر سجنا نافذا للمولدتين.

وترجع فصول هذه القضية عندما امر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعرائش، بوضع طبيب وممرضة تحت تدابير الحبس الاحتياطي بالسجن المحلي بالمدينة، ومتابعتهما في حالة اعتقال، بعد أن أفضت التحقيقات معهما إلى الاشتباه في تورطهما في وفاة حامل وجنينها بالمستشفى الإقليمي الأميرة للا مريم بالعرائش.
وحسب مصادر هاشتاغ، فإن وكيل الملك قرر الاحتفاظ بالطبيب (ب. ي) والمولدة (ت. ف) في حالة اعتقال إلى حين عرضهما على أنظار العدالة، بعد أن ثبت له تورطهما في تهم تتعلق بـ “عدم تقديم المساعدة لامرأة حامل في خطر” و”التسبب عن غير قصد في القتل غير العمد نتيجة الإهمال والامتناع عن أداء الخدمة”، و”العنف الجسدي والنفسي ضد حامل”.

وأضافت المصادر ذاتها، أن الوكيل قرر تمتيع ممرضة ثانية (إ.ن)، تعمل بالمستشفى نفسه، بالإفراج المؤقت، ومتابعتها في حالة سراح بأدائها لكفالة مالية قدرها 9 آلاف درهم، واتخذ القرار بعد أن أجرى معها بحثا، بناء على المحاضر المنجزة من قبل فرقة تابعة للشرطة القضائية بالعرائش، التي أوكل إليها البحث في هذه الواقعة.

وكشفت التحقيقات والأبحاث التي كلفت بإنجازها لجنة تابعة لوزارة الصحة، حول ظروف وملابسات وفاة الهالكة “ف.ب” وجنينها، أن مسؤولية الوفاة يتحملها طبيب ومولدتان يشتغلون في المستشفى نفسه نتيجة إهمالهما للهالكة وقصورهما في أداء الوظيفة المنوطة بهما، وذلك وفق ما آل إليه البحث القضائي والتشريح، الذي أمر به الوكيل العام للملك لدى استئنافية طنجة.

وتعود تفاصيل الحادث، حسب زوج الضحية، (م.ع)، في حديث سابق مع وسائل الاعلام، أن “الواقعة ابتدأت مساء الأربعاء (18 شتنبر الماضي)، حين توجه رفقة زوجته إلى المستشفى المحلي بالقصر الكبير، بعد أن أحست بمخاض الولادة وهي في شهرها التاسع، لتطلب منه إحدى الممرضات نقلها إلى المستشفى الإقليمي بالعرائش، بحجة أن الولادة تحتاج إلى تدخل جراحي، وهو ما قام به، إلا أنه بعد وصوله إلى قسم الولادة، حوالي العاشرة ليلا، يقول زوجها، “رفضت الممرضة المسؤولة إخطار الطبيب بحالة زوجتي الحرجة، معتبرة أن حالتها عادية ولا تدعو للاستعجال، لتظل المرحومة لساعات تتألم وهي تنزف دما، إلى أن فارقت الحياة حوالي الساعة السادسة صباحا يوم الخميس”.

وخلف هذا الحادث ردود أفعال غاضبة، من قبل عموم سكان القصر الكبير، الذين خرجوا في مسيرة احتجاجية، للتعبير عن تضامنهم مع أسرة الهالكة “فرح”، البالغة من العمر 26 سنة، والتنديد بما اعتبروه تقصيرا وإهمالا من قبل الطاقم الطبي، الذي لم يقدم لها الحد الأدنى من الإسعافات الاستعجالية الضرورية، إذ تسببوا في وفاة المواطنة وجنينها، واصفين سلوكهم بـ “الأرعن وغير المسؤول”.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *