خبراء يناقشون موضوع العقد الرياضي وآثاره في ظل جائحة كورونا

ناقش خبراء متخصصون في المجال الرياضي موضوع العقد الرياضي في ظل جائحة كورونا، وذلك خلال ندوة تفاعلية عن بعد نظمتها، مساء اليوم الخميس، جمعية مغرب الرياضات.

وخلال هذه الندوة تطرق المتدخلون إلى تداعيات جائحة (كوفيد-19) وتأثيرها على العقود الرياضية التي تتطلب تعاملا استثنائيا من خلال تقوية دور الوساطة والحوار بين الأطراف المتعاقدة لإيجاد حلول للمشاكل المطروحة.

وفي هذا الصدد، أشار المحامي والمستشار القانوني، كريم عديِّل، في مداخلة له، إلى القرار الوزاري لوزير الشباب والرياضة (27 أبريل 2016)، والذي تؤطر بموجبه العقود الموقعة بين اللاعبين المحترفين والأطر الرياضية، معتبرا أن هذه العقود خاضعة لقانون الشغل.

وأوضح السيد عديل، وهو أيضا حكم لدى محكمة التحكيم الرياضي، أن الفصل 14 من القانون 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، يشير إلى علاقة عمل تجمع رئيسا بمرؤوسه، مؤكدا أن الأمر يجب أن يختلف في مسألة العقد الرياضي، لكون الممارسة الرياضية المحترفة بموجب عقد تختلف عن ممارسة الأعمال الأخرى.

وأكد أنه يجب إعادة النظر في بنود العقود الرياضية وتوسيع مجالها، مشيرا، على سبيل المثال، إلى الرياضات الفردية التي تختلف عقودها عن مثيلاتها الجماعية.

واعتبر هذا المستشار القانوني أن المشاكل والنزاعات التي قد تحدث جراء توقف المنافسات الرياضية بسبب أزمة كوفيد- 19، يتعين حلها في إطار من التراضي والاتفاق مع تقوية دور الوساطة بغية الحفاظ على حقوق اللاعبين والأندية على حد سواء.

من جهته، أبرز أستاذ القانون الخاص بجامعة الحسن الأول بسطات، طارق مصدق، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، اعتبر في وثيقته التوجيهية حول تفشي فيروس كورونا المستجد وتأثيره على مختلف المنافسات، أن الأمر يتعلق بقوة قاهرة.

وتساءل السيد مصدق، في هذا الإطار، عن مدى إمكانية اعتبار جائحة كورونا قوة قاهرة أو شيئا غير متوقع، « وهما مفهومان مختلفان، كل واحد له آثاره القانونية »، مشيرا إلى أنه حتى لو تعلق الأمر بقوة قاهرة فإنه لن يكون كذلك بالنسبة لجميع الأندية، لكون بعضها يتوفر على موارد مالية مهمة يستطيع من خلالها تأدية واجباته اتجاه لاعبيه.

وأضاف أنه في موضوع القوة القاهرة، فإنه يتم الاتجاه إلى إنهاء العقد، وهو ما لايمكن أن يكون عادلا في المجال الرياضي، « لأن العقد الرياضي له قواعده الخاصة التي تحكمه ».

واعتبر الأستاذ الجامعي أن الأمر يتعلق بظرفية استثنائية فرضتها الجائحة، وبالتالي يتعين التعامل في هذا الإطار مع كل حالة على حدة، عبر التفاوض والحوار، بما يضمن حقوق جميع الأطراف.

وتعتبر ندوة « العقد الرياضي في ظل جائحة كورونا »، ثاني الندوات التفاعلية عن بعد، التي تنظمها جمعية مغرب الرياضات، بعد ندوة في موضوع « تأثير جائحة كورونا على المجال الرياضي ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *