شنقريحة يُعيّن ذوي سوابق مديراً للمخابرات الجزائرية

الإفلاس هو شعار المرحلة في دولة العسكر، حيث كشف تعيين رئيس جديد للمخابرات الخارجية الجزائرية أن هذه الدولة لاتمتلك أطرا حقيقية تمكنها من شغل هذا المنصب، ليتم الاستعانة بمدان وصاحب سوابق لقيادة هذا الجهاز.

وصدر أمس قرار من وزارة الدفاع الجزائرية، يقضي بتعيين جمال كحال رئيسًا للمخابرات الخارجية الجزائرية، خلفًا للواء نور الدين مقري، الملقب بـ“محفوظ بوليساريو“، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وبحسب وسائل الإعلام، جرى تنصيب اللواء جمال كحال مديرًا عامًا للوثائق والأمن الخارجي، خلال إشراف قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، وذلك خلفًا للواء نور الدين مقري الذي أعفي من مهامه لـ“أسباب غامضة“.

وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، نقلته وسائل إعلام محلية، إن الفريق السعيد شنقريحة ”أسدى لإطارات المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي جملة من التعليمات والتوجيهات تتعلق أساساً بضرورة التحلي بأقصى درجات المهنية والاحترافية في أداء المهام الموكلة، وكذلك مضاعفة الجهود المخلصة والمتفانية؛ من أجل رفع التحديات الأمنية التي أفرزتها التحولات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي“.

واللواء جمال كحال، هو قائد الحرس الرئاسي السابق للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وسبق أن تمت محاكمته بتهمة ”الإهمال الخطير“ في قضية هجوم سابق على الإقامة الرئاسية بزرالدة في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائر.

وقال تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“، الجمعة، إن الرئيس عبدالمجيد تبون قرر تعيين اللواء جمال كحال، في منصب حساس للغاية في المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي، وهي بمثابة الجهاز الأول في المخابرات الجزائرية، خلفًا لمقري (72 عامًا)، الذي تولى المنصب في 20 يناير 2021، خلفًا ليوسف بوزيت الملقب بـ“يوسف“، والذي يقبع في سجن البليدة العسكري منذ سبتمبر 2021؛ بتهمة ”إفشاء أسرار لدولة أجنبية“.

وأكدت ”جون أفريك“ أن المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي في الجزائر وجدت نفسها في قلب عاصفة قضائية قبل بضعة أشهر، انتهت بفتح تحقيق ضد مديرها العام السابق، يوسف بوزيت، والعديد من المديرين التنفيذيين للمؤسسة.

وقالت ”جون أفريك“، إن اللواء نور الدين مقري الملقب بـ“محفوظ بوليساريو“ كان أداؤه باهتًا على رأس هذا المنصب الاستراتيجي والحساس، وكان أحد ضحايا القرارات الجديدة للرئيس تبون.

في السياق، أفادت وسائل إعلام جزائرية وفرنسية، بأن الرئيس عبدالمجيد تبون أنهى مهام المدير العام لمديرية الوثائق والأمن الخارجي اللواء نور الدين مقري الملقب بـ“محفوظ بوليساريو“، ونائبه حميد حسين حسين بولحية؛ بسبب ”خطأ فادح“، دون ذكر تفاصيل دقيقة.

وأشارت التقارير إلى أنه مباشرة بعد إقالته، تم الاستماع إلى حسين بولحية من قبل ضباط المديرية المركزية لأمن الجيش؛ لأن إقالته مرتبطة بوقائع خطيرة للغاية، بحسب ما أوردته مصادر إعلامية.

ووفق المصادر، فإن قرار إعفاء المقري وبولحية، عكس التغييرات السابقة التي عرفتها مختلف المديريات التابعة لجهاز الاستخبارات.

وكانت وسائل إعلام جزائرية أوردت أن ”بولحية“ كان الرئيس الفعلي لجهاز المخابرات، كما أن إقالة ”مقري“ جاءت بعد تحقيق تم إجراؤه وسط تكتم شديد لعدة أشهر حول التصرفات الخطيرة للعقيد حسين بولحية، الرجل الذي فرض نفسه كرئيس فعلي لمديرية التوثيق والأمن الخارجي، منذ بداية صيف 2021، عندما فوض له رئيس هذا الجهاز نور الدين مقري جميع صلاحياته في ظروف غامضة؛ بسبب مرضه، وفق ما أكدته مصادر مختلفة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *