صديقي اللاجئ يعرفني على الدار البيضاء

ذ.عبد وحيد بنسعيد

هل تتساءل كيف هي الحياة في أكثر مدن المغرب سكانا؟ الدار البيضاء حلم مدينة شاملة كاملة لسوء الحظ ، لا يتم استغلالها بكامل طاقتها.
لا يزال أصل اسم « الدار البيضاء » غير واضح ، لكن التاريخ يقول إن المدينة دمرها البرتغاليون وبالتالي لم تكن مأهلة لمدة 3 قرون. ويقال إن منزلًا أبيض واحدًا على حافة المحيط ظل كما هو.

من جهتي أنا لا ازور الدار البيضاء إلا نادرا رغم انه لا يفصلني عنها سوى ساعة من الزمن ،وذالك ليس لعدم رغبة ولكن لقلة الفرص التي ينشرح لها صدري في زياراتي النادرة للدار البيضاء.

ولذلك عندما يسألني أحد عنها لا اجد حرجا في الجواب اني لا أعرفها، ولا أعرف عنها سوى ما اسمعه من اناس زاروها او عاشو فيها .

حتى اتتني فرصة مع صديقي اللاجئ السوري ،والذي لم يدخل المغرب سوى من بضع سنين وقطن المدينة الغول الدار البيضاء.

ولئن كنت مجبرا عن التحدث في معرض كلامي عن ما عاشه هو شخصيا في الحرب بسوريا ،وعن الامور التي لا تطاق ولا تنشر في وسائل الاعلامية عن الشعب السوري كله ‘ولعن الله من ايقظ الفتنة’ من سباتها.

إلا انه لن يكون كلاما متمركزا حتى لا اوقظ جرحا لا تكاد تندمل اثاره،ومع ذالك سوف اترك للمؤرخين الجدل لماذا أو كيف بدأت الحرب ؟

كان الجو شبه ممطر بالدار البيضاء نزلنا انا وصديقي اخر بمحطة القطار الميناء فوجدناه في وانتظارنا أعد سيارة وتفرغ يوما من اجلنا .
قال بعحالة سأعرفكم اليوم على الدار البيضاء ..

بادرته بسرعة لا اعرف شيئا عنها سوى أن ناس الغيوان كانو فها فلا تسألني ..
ضحكنا نحن الثلاثة وانطلقت بنا السيارة تجوب الطرقات و الدروب.
أحسست بالفعل لا مرائيا ولا كاذبا انني أجهل مدينة الدارالبيضاء .
صحيح ما قاله العلم نحن البشر لسنا شيئا خاصا وجاهلون لأغلب الاشياء ،كنت قبل ذالك قد تعلمت بضع كلمات بالسورية من اجل التواصل مع صديقي دون احراج غير اني وجدته ناطقا باللغة العربية و لا يتلعتم سوى في بعض منها .

أجبرت نفسي مرة أخرى على أن أتركه يعرفني على الدار البيضاء بلغة واضحة لم نحتج معها الى ترجمان.

كان علي ان ارجع الى كتاب ابن بطوطة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار لأتعرف عن ما يمكن ان يكون مذكورا عن الشعب السوري ،لكن الشكل الامبراطوري لمدينة الدار البيضاء أنساني كل شيئ.

بدأنا نتجول بشكل عادي ، بدأ من حي الرجاء البيضاوي الى الألفة وأماكن أخرى،كان هو سائقنا حدثنا عن ايام عصيبة قضاها في الحرب أتاسف عن ذكرها لبشاعتها نيران رصاص قتل واعتقال بالجملة وتشرد بالآلاف.

يحكي وأنا احاول ان اغير الموضوع الى المدينة الغول وأقول له عرفنا على الدار البيضاء.

ونحن نمر لفت انتباهي عدد العمارات الفاهرة الطول وبالمقابل عدد المشردين كل هاته العمارات فيك ولا مسكن يأويهم ؟
وسالت نفسي اي نوع من الألفة التي يمكنني ان انسج مع مدينة كهذه ؟

شارع الكورنيش هو مسار للمشاة يوفر بانوراما متنوعة للمحيط الأطلسي، يمر من شاطئ عين دياب إلى مسجد الحسن الثاني ، تكون مضطرا لا ستنشاق هواء البحر المالح بكل طمأنينة!

حياة السكان المحليين على قدم وساق في قلب المدينة ، والتي لا تشبه المدينة السياحية في مراكش. في أقدم جزء من المدينة ، يوجد سوق خارجي كبير حيث يبيع التجار كل شيء يمكن العثور عليه.
أحسست بشئ يجذبني اليها ونحن تخترق الطرق بين الحي والحي فعلا هي مدينة المتناقضات تملها احيانا لكن يشدك الحنين اليها فور ابتعادك عنها .

وفعلا كان ما كان ما ان عدت الى مأواي ،حتى فكرت في العودة إليها رغم مشاكلها التي يعرفها الجميع، لكن المؤكد ان لها مميزات سواء بالمقارنة مع باقي مدن المغرب او مدن العالم .

طبعا ميزتها غير التجارة وتواجد فرص الشغل وما الى ذالك هو انك لن تشعر ابدا فيها بالغربة ابدا سكانها شعبيون كيفما كان قدرهم ومقامهم.
تلكم الافكار استجمعتها ونحن نتناول وجبة الغداء بمطعم سوري بالألفة قدم لنا الطعام وكأننا في سوريا.
بعد تناولنا وجبة الغداء توجهنا الى كورنيش عين الذياب لأول مرة بنسبة لي واخترنا احد المقاهي الجميلة بالقرب من البحر وتجاذبنا اطراف الحديث .
فور انتهائنا هنأت صديقي بوطنه الثاني حيث استطاع بالفعل ان يرسم لنا لوحة عنه الاسف تجعلها نخجل من عدم معرفة مدننا الجميلة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *