إعلان مشترك بين المغرب وإسبانيا يدعو لتطوير « الرصيد الإنساني »

أشار الإعلان المشترك الذي صدر في أعقاب انعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغربي-الإسباني، الذي اختتمت أشغالها الخميس بالرباط، إلى أن المغرب وإسبانيا، البلدان اللذان يتقاسمان إرثا ثقافيا وإنسانيا فريدا، مدعوان إلى تطوير “رصيد إنساني” جديد بهدف بلوغ شراكة شاملة في خدمة الجميع.

وأبرز الإعلان المشترك أن جاليات المهاجرين المقيمين على التوالي، في البلدين، تساهم بدورها في تعزيز التفاهم المشترك للمجتمعين.

وإدراكا منهما للدور الأساسي للتعليم والثقافة والرياضة في التقريب بين الشعوب، اتفقت اسبانيا والمغرب على وضع مبادلاتهما في هذه المجالات في صلب علاقات التعاون القائمة بينهما.

وأشار الإعلان المشترك إلى أن الطرفين يلتزمان، في ما يخص مجال التعليم، بالعمل على تشجيع تبادل الوثائق المتعلقة بالبرامج المدرسية الجاري بها العمل، بهدف تسهيل التصديق والاعتراف بالتعليم والشهادات المسلمة للتلاميذ، مضيفا أن البلدين سيعززان تعاونهما من أجل تشجيع تنقل الطلبة.

وفي هذا السياق، يلتزم الطرف الإسباني بدراسة التدابير الكفيلة بتبسيط المساطر الإدارية للطلبة المغاربة في إسبانيا، فيما يتخذ الطرفان الإجراءات الضرورية لتحفيز الجامعات الإسبانية العمومية والخاصة على فتح فروع لها في المغرب، الذي يشهد توجها قويا نحو التعليم الدولي وحيث تستقبل الجامعات المغربية أكثر من 20 ألف طالب إفريقي يستفيد أزيد من 11 ألف منهم من منح للدراسة.

كما أشاد الطرفان بالتوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الجامعي وكذا بالمباحثات الجارية من أجل تسهيل الولوج المتبادل للطلبة الجامعيين الجدد لكل من الطرفين الموقعين، مؤكدين التزامهما بالنهوض بتعاونهما في المجال الرياضي، وخصوصا في مجال رياضة القرب، والإدماج عن طريق الرياضة، والرياضة من مستوى عال.

من جهة أخرى، أشاد الطرفان بالمستوى الممتاز للتعاون القائم بينهما في ما يتعلق بتنفيذ برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في إسبانيا، وأعربا عن التزمهما بتقويته من خلال تمكينه من الوسائل البشرية والمادية الضرورية.

وفي هذا الإطار، يضيف الإعلان المشترك، اتفق الطرفان على ضرورة اعتماد اتفاق يتعلق بشكل حصري بهذا البرنامج، ويشكل أساسا لتطويره وأيضا الحفاظ على استدامته.

وبعد أن أعرب الطرفان عن ارتياحهما للمبادلات التي جرت خلال اللقاء الأخير للاجتماع من مستوى عال في مجال التعاون الثقافي، دعيا لانعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة للثقافة والتعليم والتي تم إحداثها بموجب الاتفاق الثقافي بين حكومتي البلدين الموقع في الرباط بتاريخ 14 أكتوبر 1980، والتي لم تنعقد منذ 2003.

وبعد أن سجل البلدان الدينامية التي تشهدها اللغة الاسبانية بالمغرب، أعربا عن التزامهما بتقوية تعلم اللغة الإسبانية في المدارس والإعداديات والثانويات المغربية، ودعيا إلى بلورة مخطط عمل مشترك من أجل المواكبة الفعالة لإحداث تخصصات مزدوجة اللغة داخل النظام التعليمي المغربي في مختلف مستوياته الابتدائي والثانوي والعالي، تطبيقا لمقتضيات مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بهذا الخصوص، وكذلك إلى وضع برنامج للتكوين في اللغة الإسبانية كلغة تدريس لفائدة الأساتذة المغاربة.

ومن جهة أخرى، اتفق الطرفان على زيادة التعاون في مجالات الإعلام والاتصال المؤسساتي، خاصة بفضل صياغة مذكرة تفاهم. كما اتفقا على البدء في تحديث اتفاقية الإنتاج السينمائي المشترك الموقعة في عام 1998 ، وصياغة اتفاقية للإنتاج المشترك السمعي البصري التي من شأنها أن تعكس توقعات كلا الطرفين.

كما أعرب الطرفان، يشير الإعلان المشترك، عن اهتمامهما بالتعاون من أجل ضمان احترام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في جميع المجالات من خلال فتح قنوات التواصل بين الهيئات المختصة بهما وتبادل الخبرات والمعلومات ولاسيما تلك المتعلقة بتأثير التكنولوجيات الجديدة، مضيفا أن الطرف المغربي عبر عن اهتمامه بإبرام اتفاق تمثيل متبادل بين مكتب حقوق المؤلف المغربي ونظيره الإسباني.

وأشاد البلدان بتنظيم المملكة المغربية، في نونبر 2022 بفاس، للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، الذي شكل لحظة قوية لتسليط الضوء على كونية هذه القيم.