الجماهري.. نحو توأمة استراتيجية تقطع الطريق على مشاريع شحن الصراع في منطقة المتوسط

أكد الكاتب الصحفي عبد الحميد جماهري، أن ما يطمح إليه المغرب وإسبانيا، منذ أن تحددت قواعد التعاون على قاعدتي الحق والواضح، هو بناء توأمة جيوستراتيجية تذهب أبعد من تعاون وثيق أو شراكة متميزة، وتقطع الطريق على مشاريع شحن الصراع في منطقة المتوسط.

وكتب جماهري في عمود “كسر الخاطر” ينشر ضمن عدد يوم غد السبت بصحيفة الاتحاد الاشتراكي، أنه يمكن استخلاص هذا المعطى من إرادة جلالة الملك محمد السادس ، في الدعوة إلى “مرحلة جديدة غير مسبوقة”، وإرادة العاهل الإسباني، فيليبي السادس، من خلال دعوته إلى الدخول في شراكات القرن الواحد والعشرين.

وبحسب جماهري، فإن الاجتماع رفيع المستوى المغربي الإسباني الذي انعقد أمس الخميس يحمل الكثير من ملامح الشراكات الاستراتيجية التي تتبناها الدول التي تحرص على تفاهم عميق حول المصالح المشتركة، ثم على تقارب القراءة لاشتباكات العمل الدولي راهنا ومستقبلا.

وأبرز في هذا الصدد أن البلدين أعطيا المثال الحي على أسبقية وسمو المقاربة الديبلوماسية التصالحية في حل الخلافات، مهما كانت حدتها، مشيرا إلى أن القراءة المتأنية للاتفاقيات التي تم إبرامها خلال هذا الاجتماع تفيد بأن هناك مسحا واسعا وعرضانيا للقطاعات المهمة، والتي تحددت بناء على أولوية مشتركة، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا بمشاريع تتمحور على أهداف استراتيجية، لا تقف عند تعزيز التعاون الآني والرابح بين الطرفين، بل تتعداه إلى ما يتجاوز الراهن (الثقافة، الأمن، الطاقات المتجددة العلاقة مع الاتحاد الاوروبي).

كما أشار الكاتب الصحفي إلى التشديد، لا سيما من الجانب الإسباني، على استحضار التوأمة المؤسساتية للاتحاد الأوروبي والمغرب، كخلفية شبه إجبارية في المسعى الإسباني لإنجاح الشراكة مع المغرب.

ومن ملامح الشراكة الاسترايتيجة أيضا، يضيف جماهري، التنصيص في البيان المشترك الصادر عن الاجتماع رفع المستوى، على التمسك بالحفاظ على العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتعزيزها، معتبرا أن الأمر يتعلق في الواقع بخيار ذكي بالنسبة للمغرب للرد على مزايدات البرلمان الأوروبي.

وبعدما لفت إلى شمولية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما فيه البعد الثقافي واللغوي، في خطوات غير مسبوقة فعليا، اعتبر جماهري أن التسريع بتحقيق كام وعود المرحلة الحالية بكامل وعودها هو الضمانة على سرعة الوصول إلى التوأمة الاستراتيجية التي تجعل بلدين حارسين للمتوسط باسم الجغرافيا وباسم التاريخ وباسم الجيوستراتيجية في لحظة انسجام عميقة تسمح بصناعة منعطف حاسم في المنطقة الأورومتوسطية.

وخلص إلى أن هذه بلوغ هذه التومة الاستراتيجية يقطع الطريق على مشاريع أخرى في المنطقة تعمل بمنطق الأسلحة وتسعى إلى عرض سياسي للتوتر وشحن الصراع في منطقة المتوسط، ومنها إلى جنوب الصحراء.