المهداوي يكتب: نامت انتصار

أحمد المهداوي: عضو المجلس الوطني للشبيبة الإتحادية، مراكش

على شفا قمرْ
نامتِ انتصارْ
بين أضلعنا غفتْ على حين غرَّةٍ من الإنتظارْ

نامتْ،
ولمْ تنم -كما نامتْ- بسمتُها
ظلَّتْ ترفْرِفُ في الأمسياتِ العذراءْ
ظلَّتْ بنظرتها تنكؤُ الجراح في العراءْ
فينا الأسى مستقرٌّ
فينا الدَّمعُ لا يفارقُ المُقلْ
نسينا للحظةٍ أنَّكِ ما أحبْبت شيئا قدرَ حُبِّكِ للأملْ

عذراً…
عذراً لكِ،
ومنكِ…لكِنَّا على فراقكِ نبكي، وما للبُكاءِ انقطاعْ
رغمَ أنَّ لنا ألسُناً لا تطيقُ قول:
الوداعْ…(الوداعْ)

على شفا قمرْ
نامتِ انتصارْ
أغمضتْ عينيها قبلَ أن تُنهي الحِوارْ
– إلى أين تمشين في هذا المساءْ !!
– إلى هُناكْ…أشارت بيديْها إلى السَّماءْ
– عودي إلينا يا انتصارْ
– سأعودُ قالتْ؛
روحاً تضيئ الدَّرب في وجه الظَّلامْ
تمسَحُ الدَّمع من عينِ الغمامْ
سأعودُ كيْما تعود بسمةُ المُعذَّبين في الأرضْ
كيْما يعود في الحياةِ النَّبضْ

على شفا قمرْ
نامتِ انتصارْ
سكبت دمعَ الموتِ في قعرِ أعيُننا ساعة الإحتضارْ
رشَّتْ رذاذ عطرِ بسمتها على قلوبنا المنكسرهْ
– قالت لنا:
لا تحزنوا…ففي الحياةِ هذه الرُّوح مُعمِّرهْ،
لا تألموا…فالموتُ إغفاءةٌ بلا أحلامٍ، ولا كوابيس مزعجه
ونامتْ…
نامتْ لمَّا على وجنتيها ربَّت الرُّوحُ القُدسْ،
ولمْ تنمْ بسمتُها لمَّا رأتْ فينا الونَسْ….

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *