درس عقلاني من جلالة الملك أمير المؤمنين في الدفاع عن الإسلام الوسطي المعتدل

سعيد جعفر يكتب: درس عقلاني من جلالة الملك أمير المؤمنين في الدفاع عن الإسلام الوسطي المعتدل .. الرسول (ص) بين سليل ابنته فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) و الخليفة العثماني

كان الخلاف دوما بين الملوك في المغرب وخصوصا الحسن الثاني رحمه الله و الآيات في إيران وخصوصا خامنئي خلافا حول الشرعية الدينية اتخذ شكل أفعال وردود فعل سياسية أنتج تحرشات إيرانية بالوحدة الترابية قابلها المغرب بردود فعل سياسية صارمة، وانخرط تبعا لها في تحالفات إقليمية ودولية احترازية.

في إطار التحركات الجيو-استراتيجية الدولية يبدو أن إيران الفارسسة في إطار تحالفاتها فوضت جزء من خطة احتكار الشرعية الدينية لحليفها العثماني الذي تجمعه بها علاقات جغرافية (آسيا الصغرى) وتاريخية (الحرب المشتركة ضد الروم والإغريق والفراعنة منذ القرن الثامن قبل الميلاد/ والحرب السياسية والإقليمية المشتركة ضد السوفيات ثم الغرب).

لهذا تتوارى اليوم إيران الدينية خلف خطة تقديم أردوغان كخليفة والتي يترجمها في سلوكات ظاهرها دفاعا عن الدين وباطنها تجييش المسلمين لتحقيق أهداف اقتصادية محضة، ورغم أنها تبدو من الناحية البراغماتية جيدة ومربحة فإنها في العمق تزيد من الكراهية للإسلام وللمسلمين ومن زيادة حجم تشددهم وإحساسهم الوهمي بالقوة والانتصار.

وأمام أزمة الشرعية السياسية لأنظمة المعسكر السني فإن المغرب، وانطلاقا من خصوصياته التاريخية والدينية والسياسية، تحرك جيدا في الرقعة الدولية في مواجهة التحولات الجديدة لخطة الشرعية الدينية في العالم الإسلامي.

في السنتين الأخيرتين تحرك الملك بصفتيه السياسية والدينية بقوة في الخريطة الإقليمية والدولية، وقد كان لافتا أن يتدخل الملك بمقاربة عقلية على قاعدة الحياد والاحترام في ملفات أشعل فيها أردوغان النار كما هو الأمر في ليبيا وفي مالي وفي الخليج وغيرها. لا يعلن الملك المواجهة والقوة يتحرك الملك عبر شرعيته الدينية (مالي والخليج) وشرعيته السياسية المعتدلة (ليبيا).

في بلاغ وزارة الخارجية، والذي كان يجب أن يكون من طرف وزارة الخارجية وليس المجلس العلمي الأعلى كما ذهب لذلك محللون موثوقون، يستمر الملك بشرعيتيه الدينية والسياسية في التحرك كممثل ديني للجماعة الإسلامية المعتدلة والعقلانية التي لا تبغي من الدفاع عن الإسلام مصالح مالية أو إثارة حروب.

في العمق بلاغ المملكة المغربية عن طريق وزارة الخارجية وما تضمنه من خطاب عقلاني عالي السقف هو جواب مزدوج عن نوعين من الخطاب الديني باسم الاسلام، الخطاب المتشدد الذي تعبر عنه الجماعات الدينية المتطرفة وعلى رأسها الإخوان المسلمون وواجهتها الاكاديمية التي يرأسها الريسوني أحمد، والخطاب السياسي الذي يمارس الابتزاز الاقتصادي والتأزيم الهوياتي باسم الاسلام والذي يقوده أردوغان الذي يتم تقديمه كخليفة للمسلمين في إعادة مشوهة لحلم الخلافة العثمانية.

وخارج ذلك فالملك أمير المؤمنين يعبر عن غالبية المسلمين والمؤمنين المحبين الرسول ص دون حسابات سياسية، وما جواب مؤمني الكنيسة إيجابا على نداء المملكة المغربية إلا تأكيد لنجاح الاختيار الديني المغربي.

ألم يقل الملك في حضرة البابا الفاتيكان انه أمير المؤمنين المسلمين والمسيحيين واليهود؟

السياسة هدوء وصدق وليست فرص تجارية بسلع شعبوية وفيء ديني ورسول الله ص ليس سلعة للمتاجرة الاقتصادية.

برافو جلالة الملك أمير المؤمنين

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *