لا تلوموا علي العسري فاحتقار المراة متأصل داخل العدالة و التنمية

علي الغنبوري

ما عبر عنه علي العسري النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية ، من مواقف حول المتطوعات البلجيكيات و لباسهن الذي اعتبره نشرا للعري و التبرج بالبلاد ، لا يمكن اعتباره صوتا نشاز يغرد خارج السرب او السياق .

بل كلام هذا البرلماني ، هو تعبير عفوي و صادق عن ايديولوجية و منطق سياسي متأصل داخل هذا الحزب ، رغم كل مساحيق التجميل التي يحاول بعض قادته رشها على وجه لاخفاء هذه الحقيقة .

فالرجل يعبر عن قناعة متداولة داخل حزبه ، و عن تفكير مؤسس على قيم و مبادئ تحكم نوعية التكوين و التأطير داخل اطاره السياسي، و هو تعبير كذلك عن مواقف سبق لمجموعة م ن قياديي هذا الحزب ان عبروا عن ما هو اشد وطأة منها في احداث سابقة.

فتعامل الحزب و قياداته مع المرأة و ازدراءها قديم جدا وليس وليد اليوم ، فالكل يتذكر ما قام به بنكيران في حق صحفية من القناة الثانية و ما تعرضت له من اهانات و تجريح و طعن في شرفها بسبب لباسها الذي اعتبره بنكيران تبرج و عري .

و الكل كذلك يتذكر تلك الخطب الرنانة لمصطفى الرميد ، و هو يعلن الحرب على السياحة في المغرب ، حينما كان يعتبر ان السياح ينشرون الرذيلة و الفسق و الفجور بالمغرب و خاصة النساء.

كما ان ضجيج خلع امينة ماء العينين و ما خلفه من ردود افعال قوية داخل هذا الحزب ، لا زال يتحرك صداه في اذاننا ، فالكل تابع فصول المحاكمات الرمزية و المطالب القوية لطردها و مطالبتها بالثوبة عما  » اقترفته  » ، حيث ذهبت هذه الردود الى ان خرج رئيس الحزب العثماني بالتأكيد على مرجعية الحزب الاسلامية ، و على ان اي خروج عن هذا الاطار هو خروج تلقائي من الحزب .

مشكل العدالة و التنمية مع المراة لا يقف عند حدود اللباس ، بل يتعداه بكثير ، فاديولوجية الحزب تعتبر المراة كائن دوني لاحق له و لا كلام له امام سيطرة الرجل ، و هنا استحضر مواقف الحزب السلبية من مدونة الاسرة و من التعدد و من الحقوق التي اكسبتها للمراة ، حيث مارس الحزب و رموزه كل الضغوط لعرقلة صدور هذا القانون .

كما استحضر كذلك مواقف هذا الحزب من خطة ادماج المراة في التنمية خلال حكومة التناوب، والمسيرة التي قادها بمعية مختلف التلوينات الاسلامية لاجهاضها و توقيف اجراءاتها التقدمية .

نظرة الحزب الدونية للمراة ستظهر بشكل متكرر على لسان قادته ، و الكل يتذكر عندما اعتبر بنكيران و هو امين عام للحزب و رئيس للحكومة ،ان مكان المرأة هو البيت و ان خروجها للعمل هو مزاحمة للمرأة ، حيث وصفها « بالثريا » التي تنفع لتزيين البيوت .

تفجر بعض القضايا الاخلاقية بصفوف العدالة و التنمية ، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك هذه النظرة الازدرائية للمراة التي تعتبرها كائنا « للنشاط و الزهو » ، و اكيد انكم تابعتم كيف شكلت فاطمة النجار الحلقة الاضعف في قضية باحماد و كيف بحث الاخوان عن المخارج لزميلهم ، و كيف تركت لتواجه مصيرها لوحدها امام المجتمع ، و هي في نظري مجرد ضحية لفكر يعتبرها جارية يحق للزعماء ان يفرغوا شهواتهم بها .

مشكل العدالة و التنمية مع المراة هو مشكل بنيوي مرتبط بفكر و قناعات مبنية على أسس متطرفة ، لن تقبل اي تغير في نظرتها لها ، و لن تلتزم باي توجهات في هذا الشأن ، فالثابت لدى هذا الحزب ، ان حرية المرأة هو فسق و فجور .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *