منافسة شديدة بين إسبانيا والمغرب في مجال زراعة وتسويق الفواكه الحمراء

تطرح إشكالية المنافسة في مجال زراعة وتسويق الفواكه الحمراء بشكل متزايد بين كل من إسبانيا والمغرب، ففي وقت يتخوف المزارعون الإسبان من المنافسين المغاربة يقول هؤلاء إنهم “امتداد للسوق الأوروبية”.

وفي هذا الإطار قال نبيل بلمقدم، من جمعية بيست بيري التعاونية شمال المغرب، خلال مؤتمر التوت العالمي الأخير: “لا ينبغي النظر إلى الموردين المغاربة على أنهم منافسون، ولكن على أنهم امتداد للسوق الأوروبية”، وتابع: “مازالت أوروبا واحدة من أكبر أسواق تصدير التوت المغربي. لا ينبغي النظر إلينا كمنافسين، ولكن باعتبارنا امتدادًا للسوق الأوروبية”.

وأردف بلمقدم: “زيادة المنافسة والإنتاج تعطي دفعة قوية للسوق، ونشهد تحسنًا في الغلة كل عام. بالإضافة إلى ذلك تمكنا من شحن الفاكهة، مثل التوت، إلى أوروبا قبل ثلاثة أسابيع من السنوات السابقة”، وزاد: “نحن أيضا نتمتع بموقع متميز. يمكن تحميل الفاكهة بسرعة على الشاحنة أو على متن السفينة والوصول إلى المتاجر الأوروبية في وقت قصير جدا. هذا، إلى جانب استقرارنا السياسي والمالي الذي يجعلنا شريكًا موثوقًا به أكثر فأكثر”.

وأبدت شركات وتعاونيات إسبانية تخوفها من المنافسة المغربية. وحسب “فريش ويلبا” فإن “حملة التوت الإسباني تواجه منافسة أكبر من المغرب مقارنة بالعام الماضي؛ فالأسواق مشبعة بالعرض والأسعار انخفضت بشكل حاد”.

وقال رافائيل دومينغيز ، مدير “فريش ويلبا”: “نحن قلقون جدًا بشأن حملة التوت”، مضيفا: “لا يمكننا التنافس مع بلد مثل المغرب، الذي لا يتمتع فقط بميزة أكبر من حيث تكاليف الإنتاج، ولكن يبدو أيضًا أن لديه المزيد من التسهيلات عندما يتعلق الأمر بإدخال بضائعه إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من المنتجين الأوروبيين أنفسهم”.

وأوضح دومينغيز: “منذ حوالي أسبوعين كان السوق مشبعًا بالعرض وانخفضت الأسعار إلى مستويات منخفضة، وهو أمر حدث بالفعل العام الماضي ويبدو أن حدته زادت هذا الموسم، إذ يقوم المغرب بزيادة حجم صادرات التوت والتوت البري بأسعار تنافسية للغاية، وإذا دخلنا في حرب أسعار مع هذا البلد فمن غير الممكن الفوز، بسبب الاختلاف في تكاليف الإنتاج، وقبل كل شيء العمالة”.

على صعيد آخر، اعتبر بلمقدم أن “المشاكل التي تسببها تكاليف الطاقة في شمال أوروبا يمكن أن تكون ميزة للمنتجين المغاربة”، مردفا: “نحن دائمًا نزرع أكثر مما يكفي من الفاكهة، بغض النظر عن الطلب. بالطبع، هناك خطر أنه إذا لم يكن هناك طلب فلن تكون هناك مبيعات، لذلك عليك دائمًا مراقبة تطور الطلب في أوروبا خلال الموسم. ولكن إذا كان هناك طلب فيمكننا دائمًا تلبيته، والآن تبدو الأمور جيدة بالنسبة للفاكهة المغربية”، وزاد: “الوضع في شمال أوروبا يمكن أن يكون بالتأكيد ميزة لنا”.

ونبه المتحدث ذاته إلى أن “المغرب يواجه أيضًا تحدياته الخاصة”، وتابع: “لقد أثرت علينا مشاكل الطقس أيضا. تسبب الجفاف في الكثير من الإجهاد. لقد اعتدنا على قلة المياه، لكنها مازالت مشكلة كبيرة. كما أن تكاليف الطاقة أو الأسمدة مرتفعة للغاية هنا؛ والنتيجة هي تجارة عالية المخاطر ومكافأة عالية

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *