ادريس لشكر الأب

عبد السلام المساوي

قبل الاستحقاقات التشريعية في 7 اكتوبر 2016 ، وفي إطار التحضير للائحة الوطنية المخصصة للنساء والشباب ، كان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي متميزا …كان استثناء …حرم على نفسه وعلى جميع اعضاء المكتب السياسي ترشيح زيجاتهم وأولادهم وبناتهم ، اخوانهم وأخواتهم …وكانت تكفي قراءة سريعة لأغلب اللوائح الحزبية الأخرى ليتبين انها مؤثثة بزيجات الزعماء وأبنائهم وأخواتهم ، بما في ذلك تلك الأحزاب التي تدعي محاربة الريع والفساد …

قرار إدريس لشكر كان متفردا ورائدا ….صفق له الاتحاديون والاتحاديات …قرار لم يتم تسويقه كما يجب ، لأن الجميع كان ينتظر عكس ما حدث ! خصوصا أولئك الذين احترفوا الإساءة إلى الاتحاد الاشتراكي وقيادته …

واذا كنا نسجل ايجابا موقف الكاتب الأول ، لأنه ، ومنذ المؤتمر الوطني التاسع ، قطع مع الريع الحزبي ، فإننا نسجل عليه متسائلين بأي حق يتم عدم ترشيح احدى بنتيه او احد ولديه وهم من خيرة الأطر الاتحادية الشابة …أنهم يستحقون بجميع المقاييس …كل او على الأقل أغلب الاتحاديات والاتحاديين كانوا يتوقعون ، بل منهم من كان يطالب بالحاح وصدق ترشيح خولة أو الحسن، الا ان إدريس كان رأي اخر وأولاده وبناته غير معنيين …وكان لابد أن ننتظر 8 شتنبر ليفرض الحسن لشكر نفسه بقوة صناديق الاقتراع في دائرة ، به وبفضله ، وبشرعيته ومصداقيته ، بتواجده الميداني ، عدنا الى الرباط ، ولولا تحالف الثلاثي المتغول لكان عمدة للرباط ، وكانت نقطة إدانة للتحالف الملغوم …

وما يسجل لادريس لشكر أنه يشكل استثناء مرة أخرى …فهو لا يشبه الزعماء السياسيين ورجال الأعمال والمال ، أولئك الذين استنزفتهم طموحاتهم الانانية ومصالحهم الشخصية ، البحث الذي لا ينتهي عن المناصب ومراكمة الثروات ؛ اهملوا الأسرة فانحرف الأولاد والبنات وتاهوا لأنهم ، ومنذ البداية ، كانوا بدون بوصلة …والنتيجة كانت  » اولاد وبنات الفشوش  » الذين نتابع انحرافاتهم في المواقع والصحف والمحاكم ….

لشكر ليس من هؤلاء ولا من أولئك …انه مختلف …نعلم انه مارس السياسة في سن مبكرة ، في سنوات الجمر والرصاص والجحيم ، والانخراط في حزب الاتحاد الاشتراكي كانت عواقبه وخيمة …ونعلم انه راكم مسؤوليات حزبية وسياسية مختلفة ومتعبة …ولكنه لما قرر وعزم على الزواج ، ادرك بوعي ان هذا التزام ومسؤولية ، وأن تربية الأولاد والبنات مسؤولية كبرى وثقيلة …وكذلك كان …
زعيم سياسي ولا ينسى أنه اب ؛ من لا يستطيع ان يقود أسرة لا يستطيع ان يقود حزبا يروم الاصلاح والتعبير …والنتيجة بنتان : خولة ونوال ، وولدان : حسن وياسين …النجاح هو العنوان في. الدراسة والمهنة والمجتمع ، والاستفادة في السلوك والاخلاق والايمان بأن القانون فوق الجميع …

ألف تحية والف احترام لامرأة ، هي الزوجة والأم ، كانت وما زالت تملأ الفراغ …حين يكون هناك فراغ …السيدة فريدة وليس احد غيرها …

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *