الجزائر في لحظة تيه خرافية

عبد السلام المساوي

نعرف أن ضربة التأييد العربي الجماعي لوحدتنا الترابية كانت قوية جدا ، ونعرف أن اعلان السعودية وقطر والإمارات والأردن والبحرين وبقية الدول الدول العربية ، أن المغرب في صحرائه وأن الصحراء في مغربها ، وأن المتضرر الوحيد من استمرار الصراع هو من خلقه أي الجزائر هي صدمة أقوى من المتوقع .

لكن مع ذلك لم نتخيل أن يذهب الخيال المريض في شطحاته بالعمامرة وبمن يحركون العمامرة أن يصل مرحلة التلويح بالاتهامات الخطيرة التي لا أساس لها عبر قناة تلفزيونية ، قررت هي الأخرى في لحظة تيه خرافية أن تمنح رجلا قادما من الماضي السحيق فرصة إفراغ الحقد الأسود الذي يملأ قلوب الكابرانات تجاه المغرب على رؤوس المشاهدين .

وماذا بعد ؟ أو بمعنى اخر : ما العمل مع جار السوء ومع الاتهامات الجديدة الصادرة عن جار السوء ؟

الجواب المغربي لا زال باقي على حاله ، ولا يتزحزح ولا يتغير ، ثبات هذا البلد ، وعراقته ، وقدمه ، وحضارته : الصبر الجميل مثلما علمنا المأثور ، الى أن يرحل جار السوء ، أو أن تصيبه حسنة ، لأن شعبه المسكين اكتفى من المصائب ولم يعد يتحمل واحدة أخرى جديدة .

ان الطغمة الحاكمة في الجزائر تعتبر كل صيحة عليها ، لهذا أعطت قراراتها لاعلام الجيش للتنكيل بالقيادة السياسية لبلدي المملكة العربية السعودية وقطر ، بسبب مواقفهما الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه ، خلال جلسة النقاش العام للجنة الرابعة في دورة الجمعية العامة ال 76 قبل أن يصدر مجلس الأمن قراره الدوري نهاية الشهر الجاري .

وهكذا ظهرت عناوين مقززة على صفحات منابر العسكر من مثيل جريدة  » الجيري باتريوتيك  » التي تعود إلى وزير الدفاع السابق خالد نزار ، التي شنت هجوما بئيسا على العائلة الحاكمة في المملكة ، وكتبت مقالا مضللا بعنوان  » النظام الاجرامي لآل سعود يهدد الجزائر في الأمم المتحدة  » .فالجزائر لم تعد تجد حلا لمزاعمها الزائفة وشرفها المفقود ، وجنونها السياسي والدبلوماسي الذي بلغ ذروته ، سوى مهاجمة كل من يعترف بسيادة المغرب على أراضيه .

لقد بدا واضحا من خلال ردود فعله المتشنجة أن نظام  » الكابرانات  » قد انتابته مشاعر الاحباط واليأس ويحاول في فرصة أخرى فاشلة ، أن يقامر بآخر أوراقه لنقل النزاع الى داخل الوحدة العربية وخلق الفرقة داخلها ، فالجزائر تدرك قبل غيرها أنها خسرت المعركة الدبلوماسية وفقدت مقومات الصدقية التي تمكنها من المناورة ضد السيادة المغربية ، مما زاد من طوق عزلتها الإقليمية والدولية ، لكنها تحاول جاهدة الرجوع بطرق بشعة وبلعب خشن ليس فقط تجاه جار جغرافي قاسى من جنون حكامها ، بل ضد دول عربية اختارت الموقف الذي يتماشى مع الوحدة العربية ومقوماتها .

في المحصلة نجح المغرب بموقف قطر والسعودية أمام المنتظم الدولي في كسب تعاطف وتضامن الدول في الوطن العربي ، ووضع الأطروحة الانفصالية والدولة الجزائرية في الركن الضيق المعزول الى حين أن يدرك  » الكابرانات  » أن معركتهم في المس بوحدة المغرب كالذي يحاول أن يرسم في الماء أو ينفخ حبلا .
كان الله في عون شعب الجزائر العظيم مع من يحكمونه !!!

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *