تخوفات الإقصاء من عملية « مرحبا » يُحرك حزبا إسبانيا

أضحت معالم القلق من تكرار سيناريو 2021 واضحة على المهنيين الإسبان العاملين في مجال نقل المسافرين والمرتبطين بعملية « مرحبا » الخاصة بعبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مخافة استمرار المغرب في إصراره على إخراج موانئ الجنوب الإسباني من خارطة الموانئ الأوروبية المعنية، الأمر الذي دفع حزبا ممثلا في البرلمان الإسباني إلى الإعلان عن نيته حث حكومة بيدرو سانشيز على تقديم طلب مباشر للرباط بهذا الخصوص.

وقال فرع حزب « سيودادانوس » بمدينة الجزيرة الخضراء، التي تضم أكبر موانئ جنوب إسبانيا وأكثرها ارتباطا بالمغرب، إنه سيقترح اليوم، الجمعة، في جلسة عامة لمجلس المدينة، تقديم طلب للحكومة المركزية من أجل فتح قنوات التواصل مع المغرب لتطلب من حكومته فتح حركة النقل البحري في أسرع وقت أمام المسافرين القادمين من الموانئ الإسبانية، وذلك قبل وصول عملية عبور الجالية التي تنطلق عادة في منتصف يونيو من كل سنة وتستمر إلى منتصف شتنبر.

ويستند الحزب إلى طلبات جمعية وكالات الأسفار العاملة بميناء الجزيرة الخضراء، إثر الاجتماع مع ممثليها الذين تحدثوا عن عن تأثير استمرار الإغلاق على سكان المدينة، بالنظر إلى ارتباط العديد من الأسر بالنشاط الاقتصادي المرتبط به، وقالوا إن الوكالات أصبحت تعيش وضعا صعبا تزداد حدته مع إطالة أمد الوضع الراهن، وهو الأمر الذي تسبب في خسائر مالية جسيمة للعديد من الشركات القريبة من إشهار إفلاسها وتسريح مستخدميها.

ووفق الحزب الإسباني، فإن الأمر لا يقتصر على الفترة الراهنة وحسب، بل الأخطر هو المصير المجهور لعملية العبور المقبلة، معتبرا أنه في حال ما استمر المغرب في قراره، فإن الخطر لن يتهدد وكالات الأسفار فحسب، بل أيضا اقتصاد مدينة الجزيرة الخضراء بشكل عام، في إشارة إلى ارتباط العديد من الأنشطة التجارية والخدماتية بهذه الفترة، حيث يستفيد الإسبان من مرور أكثر من 3 ملايين مغربي من إقليم الأندلس في رحلتي الذهاب والعودة.

وكان المغرب قد قرر إبعاد موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وألميريا عن لائحة الموانئ الأوروبية التي تنطلق منها عملية « مرحبا » والاكتفاء بميناء « سيت » جنوب فرنسا و »جنوى » في إيطاليا، وذلك في ظل الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ شهر أبريل من العام الماضي بين الرباط ومدريد، ورغم أنه أعاد مؤخرا الربط الجوي بين البلدين إلا أنه لا زال يرفض إعادة ربط ميناءي طنجة المتوسطي وطنجة المدينة بجنوب إسبانيا.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *