دفاعا عن اقرار إجبارية جواز التلقيح

عبد السلام المساوي

نتمنى أن يتحرك الذكاء المغربي الراغب في البقاء سليما معافى على قيد الحياة لكي يساعد بلدنا على اجتياز هذا المنعرج الخطير بسلام ، او على الأقل بأقل الأضرار الممكنة .

يهمنا هنا ان نشرح لبني وطننا ، ان المعركة اليوم هي المعركة لأجل الحياة ولأجل الحفاظ على الحياة في مواجهة الفيروس اللعين .

المغرب بقيادة ملكه الحكيم واستنادا على تجربة القرون الماضية في الحكم ، واستماعا لصوت العقل قرر أن يجعل هاته المعركة لأجل صحة وحياة شعبه أولوية الأولويات .

ان بيت المملكة المغربية متين بقيادتها وشعبها …سنجتاز جميعا هذه الأزمة أكثر قوة لأننا أكثر اتحادا اليوم ، فخورين بهويتنا الوطنية وانتمائنا لشعب عظيم بقيادة ملك عظيم….

درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وابدأ ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم .

وبدخول قرار إجبارية الإدلاء بجواز التلقيح الصحي يوم أمس الخميس ، يقطع المغرب خطوة إضافية جديدة ، ومهمة ، وحاسمة في مجال حماية صحة مواطنيه وأبنائه ، وتحقيق هدف الوصول إلى المناعة الجماعية .

هذه الخطوة الجديدة تندرج ضمن جدية حكمت مسار تعامل المغرب مع وباء كورونا منذ ابتلاء العالم كله به . يومها قرر بلدنا بقيادة جلالة الملك أن كل شيء يمكن أن ينتظر الا صحة المغاربة .

لذلك سجل المغرب سبقا وتميزا كبيرين في تلقيح مواطنيه ، وسجل تفردا كبيرا في توفير اللقاح بكميات وفيرة في الزمن الأول لظهور الوباء ٠

يومها كانت دول تعتبر نفسها أكبر وأفضل وأكثر تقدما تعاني من عثرات كثيرة في التعامل مع الوباء ، وكانت تطرح السؤال بقلق عن الطريقة التي مكنت هذا البلد  » النامي  » من تحقيق هاته الانجازات في ظرف عسير وخاص جدا هو ظرف كورونا الطارئ .

المغرب الذي خرج من امتحان الوباء مرفوع الرأس مثلما قال جلالة الملك في خطابه الأخير هو المغرب الذي فهم أن التعامل الذكي والحكيم والرصين مع امتحانات قاسية وطارئة مثل هاته هو الفارق بين الدول العريقة الموغلة في التحضر وفي  » منطق الدولة  » ، وبين الآخرين، كل الأخرين.

وطبعا هنا لا مفر من التنويه بالتعامل الحضاري لغالبية أبناء شعبنا الساحقة ، إذ فهمت المغربية وفهم المغربي أن نجاح المغرب في مقاومة الوباء ، لن يتم الا بانخراط مواطن ووطني من طرف الشعب كله في هذا المجهود الذي عاد علينا جميعا بالنفع العميم .

لذلك ننوه بخطوة اقرار إجبارية جواز التلقيح في كل مناحي الحياة ، ونطالب بالمزيد من الجهد للوصول إلى هدفنا : مناعة جماعية تقي بلدنا شر هذا الوباء ، وتعيد عجلة اقتصادنا الى الدوران العادي ، وتجعل محنة كورونا في نهاية المطاف مجرد ذكرى كانت درسا نفعنا للاستفادة في كل المجالات من قسوته .

علينا أن نتمتع بقدر قليل من الواقعية تجاه وباء لا يستقر على شكل ولا يسمح بمساحات لاتخاذ القرار الهادئ وفي كثير من الأحيان فرضت  » دكتاتورية  » الوباء سطوتها على قرارات عالمية فبالأحرى وطنية . وفي اللحظة التي تناقش الجدوى من إلزامية الجواز الصحي هناك موجة جديدة للفيروس اللعين تجتاح بعض مناطق أوربا منذرة بإقامة طويلة للفيروس المتحور بيننا .

لذلك فالسياق الصحي الحالي يبرر تدابير استثنائية اذا بقيت محدودة في أجل مناسب ، وتوازن بين مخاوف الصحة العامة والحرية الشخصية .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *