الاتحاد في مواجهة بعض الانحطاط الاعلامي !!!

علي الغنبوري

اكاد اجزم ان ما يحرك القائمين على مشروع جريدة « اخبار اليوم » و بعض الفتية المربوطين ربطا بحوافر هذا المشروع الافل ، اتجاه الاتحاد الاشتراكي ، هو الحقد و الغل الممزوج بمنطق دنيء يروم استكمال مهمة الاجهاز على الحزب اعلاميا ، و التي يعرف الكل جذورها و امتداداتها و كيف تربت و نمت داخل جسمنا الاعلامي منذ حكومة التناوب .

فهذا المشروع الممتد عبر الزمن و التابث الاهداف و المتغير في الاشكال ، لا يريد ان يفهم ان الفشل هو السمة و النتيجة الحتمية التي ستلازمه في معركته ضد الاتحاد ، فهو مشروع غير وطني و رجعي و انتهازي ،و لا يؤمن باي اختلاف ، ويسعى الى فرض اجندات مبهمة و ملتبسة .

ما قامت به جريدة اخبار اليوم طيلة هذا الاسبوع الماضي و منذ انتخاب عبد اللطيف وهبي على راس حزب الاصالة و المعاصرة ، في حق الاتحاد الاشتراكي، من تجريح و تشويه و تسفيه ، وصل الى حد مطالبة شركائه و حلفائه السياسيين الى عزله و اقصائه من اي تحالفات مقبلة ، يدل بشكل كبير على هذا الحقد و على محاولة هذه الجريدة احياء ذلك المشروع المهزوم بمنطق  » ما عندنا ما نخسروا » .

فارتباط هذه الجريدة بالاسلاميين، لم يكن مستترا ، بل كان بشكل علني ، اصبحت خلاله الصحيفة ناطقا رسميا باسمهم و سياطا يوجه ضد خصومهم ، بل ان مديرها و مؤسسها ، لم يكن يدع اي مناسبة او نشاط تنظيمي او سياسي لهم دون ان يكون في صفوفه الامامية .

هذا الارتباط و ما رافقه من حوافز و مكروميات داخلية و خارجية ، ستدفع هذه الجريدة و مكوناتها المتنافرة التوجهات و الموحدة الاهداف ، الى شيطنة و تسفيه كل من يعارض او يختلف مع مشروع الاسلاميين السخي بالمغرب ، و بطبيعة الحال سيكون الاتحاد الاشتراكي في طليعة المستهدفين من قبل هذه الجريدة و القائمين الحقيقين على توجهاتها ، بحكم معارضته الشديدة لمشروع الاسلاميين بالمغرب و لاجنداتهم المتناقضة مع مشروعه المجتمعي الوطني .

ولان مشروع هذه الجريدة لا يقوم على القيم و المبادئ ، فهي كانت مستعدة لانقلاب على مواقفها 360 درجة اتجاه من تهاجمهم، بمجرد ان تتلقى الضوء الاخضر من طرف الاسلاميين ، و هنا اتذكر جيدا كيف اختفى كل الحقد و الغل على الاتحاد الاشتراكي و على قيادته اثناء بدايات مشاورات تشكيل حكومة عبد الاله بنكيران ، و كيف اصبح الاتحاد ضرورة وطنية،وكيف اصبحت قيادته بدون خطيئة ،لانهم ظنوا و اعتقدوا ان الاتحاد سيسلم نفسه لبنكيران و لمشروع الهيمنة الذي يقوده، لكن بمجرد ان اختار الحزب اصطفافه السياسي بعيدا عن هذا المشروع ، عاد الحقد و الغل الذي يحرك هذه الجريدة الى مستوياته السابقة .

سقوط هذه الجريدة و من يقف وراءها ، في فضيحة مؤسسها الاخلاقية ، و فشل الاسلاميين في فرض مشروعهم و الظهور الطاغي للعيوب التي دأبت الصحيفة على تنميقها خلال ممارستهم الحكومية ، ستدفع هذا المشروع الاعلامي الى الهزيمة المعلنة ،و الافلاس المهني و الاخلاقي المطلق .

ما تقوم به جريدة « اخبار اليوم  » ، من تودد مشبوه للقيادة الجديدة لحزب الاصالة و المعاصرة ، ما هو الا محاولة يائسة للبحث عن طوق نجاة من وضعية الموت السريري الذي تعاني منه ، فهي لا يهمها ماضي و جذور هذا الحزب و لا مكوناته التي وصفتها فيما سبق بمركز التحكم في الحياة السياسية المغربية ، بل ما يهمها اليوم هو البحث عن غطاء سياسي يستر ما وقع على « الكنبة  » الشهيرة لمقرها المركزي .

و مهاجمتها للاتحاد الاشتراكي ما هي الا استئناف لمهام قديمة ، حاولت جاهدة تحييد الحزب و السطو على مرجعيته و مكانته داخل الجسم السياسي المغربي ، لكنها اصطدمت دائما بحقيقة اساسية ، مفادها ان الاتحاد نابع من عمق المجتمع المغربي و يستحيل اقتلاع جذوره ، لانها سريعة النمو و التوهج .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *