ذكريات عيد الأضحى .. هل اغتالتها التكنولوجيا؟

حسام بركات

« تمضي الأيام وتصنع الذكريات، وبعض هذه الذكريات لا تموت، إنما تغفو، وتستيقظ مرة أخرى بعودة الأيام التي تشبهها »، هذه التغريدة لهديل عسل بمثابة الحقيقة. ولعل أهم هذه الذكريات الجميلة أيام عيد الأضحى المبارك، التي لا تزال عالقة في الذهن تستحضرها الذاكرة كلما حركتها صورة أو موقف أو حتى حديث الجد والجدة عن العيد وتفاصيله، التي باتت كلها ذكريات في عصر التكنولوجيا.

إذ باتت التقنية والتكنولوجيا تسرق عادات العيد الجميلة في غفلة من الزمن، وأوشكت الكثير منها على الاندثار، حتى أصبحت طقوس العيد الجميلة آيلة للسقوط في زمن التواصل الاجتماعي « الوهمي »، وتاهت مفاهيم العيد وطقوسه الخاصة، فأصبحت رسالة من أربع كلمات عبر تطبيق « الواتساب » يكتب فيها « كل عام وأنتم بخير » تختصر زيارة العيد ولمة الأهل والأحباب،.. فهل تغتال التكنولوجيا طقوس العيد، وتصبح ذكريات العيد من حكايا الأجداد؟ .تستذكر سارة عبد الكريم ،وهي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع هاشتاغ (#ذكريات_من_عيد_الأضحى)، واحدة من هذه الذكريات، فكتبت « من أجمل ذكريات طفولتي في عيد الأضحى كانت عندما يقوم جدي (رحمه الله) بنفخ رئة الخروف »، وسارة لم تكن الوحيدة فقد تفاعل نشطاء كثيرون مع الهاشتاغ، إذ كتب علي السعدي « أحلى ليالي العيد مع أمي وأحفادها ».وأطلق صاحب الحساب « سلطان » تغريدته مرفقة بصورة تظهر التجمع في الحارة الشعبية قديماً، معلقاً « فطور العيد أو المعايد كما يسميه البعض، حيث يتجمع أهل الحارة » وتابع « الله عليك يا زمن أول »، في حين غرّد إبراهيم النصار بأن « العيد من الشعائر الدينية، وعبادة من العبادات، وعيد الأضحى هو العيد الأكبر في الإسلام وهو عيد الحج الأكبر ».

عيد الحج الأكبرأجمل الذكريات كما وصفها « عادل » في تغريدته « ذكريات عيد الأضحى وشراء الحيوانات من المزرعة لتجهيز الأضحية »، في الوقت الذي دعا فيه جابر العربي الجميع عبر حسابه الشخصي، إلى الاستمتاع بهذه المناسبة الدينية، وكتب « عيشوا العيد وعيشوا لحظاته وزياراته وكل تفاصيله.. أياما معدودات ».

زياد من جهته، تفاعل بمشاعر مختلطة على « تويتر » بحيث علّق:  » الذكريات كثيرة منها المحزن ومنها المفرح، المحزن أشخاص عاشوا معك فرحة العيد وتفاصيله وأخذتهم المنية.. ربي ارحمهم ووسع عليهم، والمفرح الناس الطيبة اللي لازالوا يملون حياتنا بهجة وفرح »، غير أن اليوم بات الأمر سواء، فما عاد البعض ينتبه لوجود أحبابه وأسرته حوله في ظل انشغاله بالأجهزة الذكية عنهم.

ذكريات العيد في زمن التكنولوجياكل هذه الذكريات التي عادت إلى الواجهة هي بالضرورة ترتبط بالأشخاص والأماكن ما قبل التكنولوجيا، وتعكس حنيناً متأصلا إلى أيام مضت. ويشير استشاري علم النفس والسلوكيات الأسري الدكتور ماجد قنش في تغريدة على حسابه الشخصي عبر « تويتر » أن « يوم العيد قديما يعتبر يوما خاصا يجمع الأسر وينسج أحداثه بكثير من الحب والبهجة يجمع الكبار حول مائدة الفطور، ويجمع الصغار حول الأضحية بكثير من الفرح والبراءة ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *