دمع استمرار حبسه..تعرف على المرأة التونسية التي تقف وراء نبيل القروي

مع استمرار حبسه ورفض الإفراج عنه، تواصل السيدة التونسية سلوى السماوي شد أزر زوجها نبيل القروي الذي يخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، من داخل محبسه، لتجسد مقولة « وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ».

وظلّ القروي المرشح الرئاسي المفضل للناخبين في تونس، رغم إيقافه منذ حوالي شهر على ذمة القضاء بتهم تهرب ضريبي وغسل الأموال، بفضل جهود زوجته سلوى السماوي، .

ومنذ انطلاق حملته الانتخابية في 3 سبتمبر الماضي ، والسماوي تمثل « صوت » القروي لتقود بنفسها حملته الانتخابية وتتجول في المحافظات وتحضر اللقاءات الشعبية وتلقي الخطب مردده شعاراته.

واليوم مع استمرار حبسه أصبحت السماوي، أبز الأيقونات النسائية في هذه الانتخابات، على الرغم من أنها ليست مرشحه، فيما يسيطر غياب القروي، على المشهد السياسي في تونس، خاصة منذ إعلان فوزه ومروره إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية رفقة المرشح المستقل قيس سعيّد، وسط غموض يلف وضعه القانوني، خاصة في حال فوزه بالرئاسة.

طلب الإفراج.. لم ينظر ولم يرفض

وتسبّب الإضراب العام بقطاع القضاء التونسي في بتأجيل الإفراج عن القروي ، وقررت دائرة الإتهام في محكمة الاستئناف تأجيل النظر في طلب الإفراج المؤقت عنه، الذي تقدم به محاموه، بهدف تمكينه من القيام بحملته الانتخابية.

ويواجه القروي، الموقوف منذ شهر تهما تتعلق بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال، عقب قضية تقدمت بها ضده منظمة «أنا يقظ»، المتخصصة بالشفافية ومحاربة الفساد.

« لم تنظر دائرة الإتهام بمحكمة الإستناف بتونس، الأربعاء، في قضيّة المترشّح للإنتخابات الرّئاسية، نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، نظرا إلى أنّ القضاة، بجميع أسلاكهم، في إضراب عام ولم ينظروا في أية قضية أخرى »، وفق ما أفاد به مصدر بمحكمة الإستئناف بتونس، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وكانت الهياكل القضائية في تونس قد دعت الخميس الماضي، إلى الدّخول في إضراب يتواصل إلى نهاية الأسبوع الجاري، على خلفية ما اعتبرته تعديّا من مجموعة من المحامين على مكتب وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس.

مناظرة من داخل محبسه

وأبدى التلفزيون الرسمي التونسي استعداده لإجراء مناظرة بين قيس سعيد ونبيل القروي داخل سجنه، وذلك في حال لم يسمح القضاء التونسي للقروي، الموقوف بتهم فساد مالي، بالخروج منه.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة التلفزة التونسية، محمد لسعد الداهش: « إذا لم يقبل القضاء السماح للمرشح نبيل القروي بالخروج من السجن للمشاركة في هذه المناظرة، فنحن على استعداد للقيام بها داخل السجن ».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الداهش قوله خلال مؤتمر صحافي: « يجب أيضا أن نحصل على موافقة المرشح الآخر قيس السعيد ».

ومن المقرر إجراء مناظرتين، مدة كل منهما ساعة، خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية التي لم يحدد موعد إجراؤها بعد، لكنه سيكون على الأرجح في 13 أكتوبر.

وخلال الدورة الأولى أجرى التلفزيون التونسي، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، ثلاث مناظرات شارك فيها 24 من 26 مرشحا، واعتبرت خطوة إضافية نحو تعزيز الممارسة الديمقراطية في البلاد.

ويومها طلبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من القضاء السماح للقروي بالمشاركة في المناظرة لكن القضاء رفض.

من هي سلوي السماوي « صوت » القروي؟

لم تكن السماوي وهي في الخمسينات من عمرها، معروفة كثيرا في تونس إلا من محيطها المقرب، رغم أنها تدير شركة « مايكروسوفت » في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا منذ عام 2011، وقبلها كانت مديرة الشركة نفسها بتونس، حتى برز اسمها منذ بداية الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية في الثالث من سبتمبر الماضي، عندما أخذت مكان زوجها نبيل القروي ، وأشرفت على افتتاح حملته الانتخابية من مسقط رأسها، ولاية قفصة جنوب غرب البلاد.

« نبيل في السجن، وكل التونسيين في السجن… معا لإخراج تونس من سجن الفقر » .. بهذه الكلمات وبخطاب حماسي من محافظة قفصة، علا صوت السماوي ولفتت الانتباه إليها في أول تجمع شعبي لحزب زوجها قلب تونس، بسبب حضورها القوي وشخصيتها الحماسية والإيجابية وخطابها المؤثر، حيث دافعت على براءة زوجها ودعت أنصاره إلى التصويت له بكثافة لإخراجه من السجن وإخراج تونس من سجن الفقر والتهميش.

ومنذ ذلك اليوم والسماوي تستقطب الأضواء حاملة شعارات زوجها ، وقالت سلوى في هذا الخطاب إنها عرفت القروي عندما كان شابا « وحلمنا معا وكبرنا معا وبنينا معا… » وإن « الصراع مستمر لأن نبيل على قنطرة الحق ».

واستمرت الحملة الانتخابية للقروي بمشاركة زوجته إلى جانب العديد من قيادات حزب « قلب تونس » في العديد من مناطق البلاد، حيث سعت السماوي لاستمالة المهمشين في الشمال والجنوب مستعملة نفس عبارات زوجها في مخاطبة هؤلاء.

وبذلك لمع نجم سلوى السماوي خلال الحملة الانتخابية وأجرت سلسلة حوارات مع وسائل إعلام عديدة ظهرت فيها امرأة قوية، بارعة في التواصل وفي التأثير، كما بدت واثقة من براءة زوجها الذي تؤكد أنه « سجين سياسي » يسعى منافسوه لإزاحته من السباق الانتخابي نظرا للشعبية التي يحظى بها مشككة في التهم الموجهة إليه.

ونشأت سلمى في عائلة متوسطة حيث كان والدها يعمل في شركة فوسفات قفصة، وخلال مراحل دراستها ما قبل الجامعية سجلت تفوقا أهّلها لمنحة حكومية للدراسة بكلية الهندسة الصناعية في الولايات المتحدة .

وفي مطلع عام 2000، عملت سلوى ، التي تتحدث الانجليزية الفرنسية بطلاقة، مع التلفزيون الخاص « قناة الأفق » قبل أن تنتدبها شركة الهواتف « الكاتيل » ثم أسست بعد ذلك شركة مختصة في بيع وتسويق الهواتف.

أعقب ذلك تأسيسها فرعا مختصا في الخدمات التفاعلية ـ ضمن مجموعة شركات زوجها- يشمل التصويت عبر الإرساليات القصيرة في المسابقات التلفزيونية .

وفقدت سلوى السماوي وزوجها نبيل القروي ابنهما « خليل » في سن 20 عاما، في حادث مرور عام 2016، وعلى اسمه سمي البرنامج التلفزيوني الأسبوعي « خليل تونس » الذي يبث على قناة »نسمة » والذي لعب دورا كبيرا في زيادة شعبيته.

وتؤكد سلوى السماوي أنها ليست منخرطة في حزب « قلب تونس »، معربة عن تأثرها بما قام به من عمل خيري تجاه سكان المناطق الفقيرة منذ حادثة وفاة ابنهما خليل .

وحول اعتقال زوجها تقول إنه كان ضحية مؤامرة سياسية حكيت ضده من قبل حركة النهضة ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد اللذين انهزما بالانتخابات الرئاسية »، متهمة النهضة والحكومة بالوقوف وراء سجنه بقضية تبييض أموال رفعتها ضده منظمة « أنا يقظ » منذ سنة 2016.

وتعد زوجها « أول سجين سياسي بعد الثورة بسبب التجاوزات في كيفية إيقافه في الطريق العام عندما كان يدشن أحد مقرات حزبه وبالخروقات في مسار التحقيق معه حيث تقرر قبل شهرين تحجير (حظر) السفر عليه وتجميد أمواله، فبعدما طعن بالقرار فوجئ بسجنه ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *