« يا إلهي ».. بلافريج يصوت ضد التدريس بالفرنسية!!

خالد.ب
يإلهي ماذا يحدث بهذا الوطن؟ ما هذه الوقاحة؟ من علم هؤلاء البشر السحر والنفاق والرياء، وسلطهم علينا، لينكدوا علينا ما تبقى من سنوات العمر؟ يا ربي، لماذا يكرهون أن يكون الجميع متساوي في الحقوق والحريات؟

لا لا لا، هناك شيء ما غير عادي في هذه البلاد، ففي الماضي القريب، كانت الطبقة السياسية لا تجرأ على اتخاد مواقف علانية تمس مستقبل وحياة تلاميذ وطلبة أبناء الطبقة الهشة وحتى المتوسطة، وحتى إن فعلت فكانت تقوم بالأمر في سرية وتبحث عن مصوغات لتمرير قراراتها الصعبة حتى لا أقول اللاشعبية.

ولكن منذ 2011، إبتلينا ويا للعجب، بكائنات سياسية، لها قدرة رهيبة على إستعراض رجولتها المعطوبة، فقط، على أبناء الشعب البسيط، والتسابق بنحو تحسيسه أنه هو فصيلة وهم فصيلة أخرى.

اخر هذه الكائنات هو عمر بلافريج، إبن الفشوش الجميل، الذي درس بثانوية ديكارت الشهيرة بالرباط، وهي من مدارس البعثات الفرنسية، ثم انتقل لمواصلة دراسته بباريس، بثانوية جانسون دي سايي، ثم انتقل لمدينة ليون لدراسة الهندسة.

بلافريج المتزوج بسيدة فرنسية( وهو حر في حياته)، والذي تلقى تكوينه بالفرنسية، ويدرس أبناءه بالمدارس الاجنبية، صوت البارح بمجلس النواب، ضد تدريس المغاربة أبناءهم بعض المواد العلمية بالفرنسية!!!!

يا إله ما هذا؟ ومن يا سادة, من يفسر لنا هذا السلوك، سواء بلغة الطب النفسي أو الحقد المجتمعي؟

المهم أننا نريد فهم سلوكات نواب الأمة ونخبنا السياسية، حتى لا نتعرض لمزيد من الصدمات، من جهة، ونعود أجسامنا على الضرب بالسكاكين من وراء حجاب.

فالكل يعرف، وبلافريج يعلم، أن قرار فرنسة بعض المواد العلمية لا يعني في شيء أصحاب المال والاعمال والمناصب السامية، لأنهم لا يعترفون أصلا بالمناهج التعليمية المغربية وغير مؤمنين بها، وإختاروا لأبنائهم الخيار الذي إختاره الرفيق عمر، وهو بالأساس قرار موجه لأبناء الفئات الهشة والمتوسطة.

وبالتالي لو قدر الله وتم تمريره سينتج نخبة مشبعة باللغات الحية وتكوين جيد، وأفواج من المغاربة قادرين على التواصل مع عالمهم الخارجي وحتى الادارات والمؤسسات العمومية والشركات الخاصة التي جل معاملاتها وتعاملها تكون بالفرنسية.

والأدهى من هذا أن جميع هياكل الدولة والمناصب العليا، يتحكم فيها أناس لهم تعدد لغوي، فهل تريد يا أيها البرلماني الذي يدعي أنه مشبع بالفكر الاشتراكي، ترسيخ فكر طبقي، يحكم فيه من درس بالبعثات الأجنبية وبالمعاهد والمدارس الخارجية، ويترك لأبناء هذا الشعب وظائف السخرة وتخماست؟

الحقيقة أني لم أتفاجئ من قرار تصويت محمد الأزمي القيادي بحزب العدالة والتنمية الذي يدرس أبناءه بالبعثة الفرنسة بالرباط، لأن من يتاجر بالدين، فأخر ما يؤمن به هو الوطن، ولكن أن يكون الامر صادر عن من يدعي الحداثة والانتماء للفكر اليساري فالامر يتجاوز حدود المفاجئة والأخلاق والثبات على قيم عبد الرحيم بوعبيد وآيت إيدر.

لكن الحمد لله، أن بهلاوانية بلافريج ومزايدة حزب الاستقلال
وحماقات ابن كيران وأتباعه لم يكتب لها النجاح، وأن للبيت رب يحميه، وأن التاريخ كشف أن هناك من له مشكلة ما مع أبناء هذا الشعب ومشبع بثقافة « أطحن أمو ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *